ألم الأرداف هو عرض شائع قد يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الأسباب المرتبطة بالعضلات، الأعصاب، المفاصل، أو حتى العظام المحيطة بهذه المنطقة. يتراوح الألم بين شعور خفيف بالانزعاج إلى ألم حاد قد يؤثر على القدرة على الجلوس، المشي، أو حتى النوم بشكل مريح. واحد من أكثر الأسباب شيوعًا هو متلازمة العضلة الكمثرية، وهي حالة تحدث عندما تصبح هذه العضلة المشدودة أو الملتهبة تضغط على العصب الوركي، مما يسبب ألمًا يمتد من الأرداف إلى أسفل الساق، وهي الحالة المعروفة باسم عرق النسا.

هناك أيضًا أسباب ميكانيكية مثل الجلوس لفترات طويلة على سطح صلب أو غير مريح، خاصة بدون دعم كافٍ للظهر، مما يؤدي إلى ضغط مستمر على الأنسجة الرخوة في الأرداف. الإصابات الرياضية، مثل التمزقات العضلية أو التواء الأربطة حول مفصل الورك أو المفصل العجزي الحرقفي، قد تكون سببًا آخر للألم، لا سيما لدى الأشخاص النشطين بدنيًا أو الرياضيين. كما يمكن أن ينجم الألم عن مشاكل في العمود الفقري القطني مثل الانزلاق الغضروفي أو تضيّق القناة الشوكية، حيث ينتقل الألم إلى الأرداف نتيجة تهيّج الأعصاب.

في بعض الحالات، قد يكون الألم ناتجًا عن التهابات موضعية، أو اضطرابات في الدورة الدموية، أو حتى حالات أكثر خطورة مثل وجود كتلة أو ورم في المنطقة، رغم أن ذلك أقل شيوعًا. التشخيص يعتمد على تقييم شامل يشمل التاريخ الطبي، الفحص الجسدي، وأحيانًا الفحوصات التصويرية مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.

العلاج يختلف حسب السبب، لكنه غالبًا يبدأ بوسائل محافظة تشمل الراحة، استخدام كمادات باردة أو دافئة، مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، والعلاج الفيزيائي الذي يركز على تمارين التمدد والتقوية. في حالات محددة، قد يحتاج المريض إلى حقن موضعية أو تدخل جراحي، خاصة إذا كان الألم مرتبطًا بمشاكل في الأعصاب أو الغضاريف.

https://medlineplus.gov/sciatica.html